إن بعد العسر يسراً

في بداية الأمر، عندما يُسجن الإنسان في سجن تدمر، يشعر وكأنه قد غُلق عليه الأبواب تمامًا، فلا مفر من المصاعب، ويكون كل شيء محصورًا داخل جدران لا ترحم. تتقطع الأسباب، أي أن جميع سبل النجاة أو الخلاص تتلاشى، وتضيق على الأسير حياته، فتحاصر hardships النفس والجسد، وتصبح المعاناة أكبر وأشد وطأة، حتى تصل إلى ذروتها من الضيق والكرب.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تتكرر الأحداث المؤلمة التي تتنوع انًا إلى حد الموت، حيث يتم تعذيب الإنسان بشكل شديد، يشمل قلْع الأظافر والأسنان، وتركه يعاني من أمراض وأوجاع لا تُعد ولا تُحصى، مع جوع وعطبين عذابات تتجاوز حدود الإنسان، من تعذيب نفسي وجسدي، ليصل الأمر أحيش لا ينتهيان، يهدد وجوده ويشوه كرامته الإنسانية.
ويزيد الوضع سوءًا وجود عسكر متحكم، يفرض نظامًا قاسيًا يضاعف من معاناة الأسرى، ويضيق عليهم ويتمسك بسيطرة مطلقة، مما يعكس قوة الظلم والقهر، ويزيد من إحساس الأسرى بالعجز والخوف، مع تزايد القلق المستمر من المجهول، ومن مصيرهم المظلم.
لكن, على الرغم من كل هذا الظلام ، يبقى في القلب أمل مرسل من الله، بصيص ضوء يدفع الإنسان للتمسك به في أصعب لحظات حياته. هذا الأمل هو الذي يمنح الإنسان القوة والصبر لمواجهة قسوة العذاب، ويجعله يتذكر أن الله هو ناصر المستضعفين، وأن الفرج قريب، وأن مع العسر يسرا، وأن الحرية قادمة رغم كل المعاناة، فهذه الثقة والثبات على الأمل، تمنحه القدرة الإلهية على التحمل والصمود، والحفاظ على إيمانه، بانها ستشرق شمس الحرية في يوم من الأيام.